الأحد، 25 أكتوبر 2009

العائش فى الحقيقه



هل تعرفونه؟؟؟



بما انى احد محبى الحقيقه فساخبركم عنه

هو اخناتون فرعون مصر الثائر داعى التوحيد...افتتن الادباء و العلماء و المؤرخين به و بحكايته الفريده حتى عدٌه البعض نبيا

كم قرأت عنه روايات و مقالات و كتب تاريخيه..ترى ما سره ؟؟

لما يتوقف الادباء عنده فلا يستطيعوا الرحيل دون الكتابه عنه

اخناتون لاجاثا كريستى...انا الملك جئت لبهاء طاهر ...العائش فى الحقيقه نجيب محفوظ و اخيرا يوم غائم فى البر الغربى لمحمد المنسى قنديل و غيرهم كثير و لكنى تحدثت عما فضلته
هلا حدثتكم اولا عن البطل نفسه......ولد اخناتون باسم امنحتب الرابع الاخ الاصغر لابويه ثم صار وليا للعهد بعد وفاه اخاه الاكبر...ولد امنحتب الرابع فى ذروه سطوه كهنه آمون حيث كان الاله الرئيسى و كانت الاموال مسخره لمعابده و كهنته و كان للكاهن الاكبر نفوذ يفوق الجميع

بعد تولى امنحتب الرابع الحكم بفتره انشأ عباده جديده و هى عباده الاله آتون و هو القوه الخلاقه بالشمس و هى تختلف عن عباده رع اله الشمس القديمه بمصر الفرعونيه

لم يفهم الناس هذا و لكنه استمر على ايمانه و غير اسمه اِلى اخناتون و بنى عاصمه جديده سماها اخيتاتون اى أفق اتون و هى بعيده كل البعد عن طيبه القديمه (موقعها الحالى تل العمارنه بالمنيا) و جعل و ظائف الدوله العليا مقصوره على عُباد آتون


لم تكن فقط ثوره دينيه بل شملت كل المجالات فلأول مره يرى المصريون فرعون انسانا عاديا بل ان تماثيله نفسها جسدت عيوبه الجسديه بوضوح و نقوش الحائط صورته كرجل عادى فى لباس بسيط يجلس مع زوجته ببساطه و يداعب بناته و بذكر اسرته لم يكن لاخناتون الا زوجه واحده هى نفرتيتى (مؤخرا وجد شك ان له زوجه اخرى هى كيا و يقال انها الده توت عنخ امون) و التى حافظ عليها كزوجه ملكيه عظمى رغم عدم انجابها لذكور...

حسنا لا يمكنى المقاومه و لكنى دوما وجدت شبها بين على الحجار و اخناتون !!!!

بل ان سياسه اخناتون الداخليه و الخارجيه كانت لغزا محيرا لمعاصرييه فقد اوقف كل الحملات التوسعيه بالخارج و لم يرد على أى عدوان عسكرى على حاميات تابعه للمصريين مما اضعف سياده الدوله على الحدود الخارجيه كلها اما فى داخل البلاد فقد عمت الفوضى تماما

بعد عده سنين قرر اخناتون الغاء باقى الالهه و عدم السماح بعبادتها او حتى بكتابه اسمائها مما جعله يكشط اسم ابيه من مقبرته (عاده مصريه صميمه فى محو ذكرى من سبقك) و قبل نهايه حكمه اختفى ذكر نفرتيتى تماما ...هل هجرته ؟..هل ماتت؟ ..لا احد يعلم ؟؟

فى النهايه استجاب اخناتون للضغوط و أشرك معه سمنخارع فى الحكم و لكن قُواده و كهنه امون لم يرضوا و اضطر الى التنازل عن الحكم حيث صارت نهايته غامضه فلا يُعرف متى توفى و لا أين دُفن و ظل لغزا حتى اليوم

تعاقب بعد اخناتون عده ملوك أعادوا جميعا عباده امون حتى عهد الملك حورمحب (و الذى اُعتقد لوقت قريب أنه قائد جيوش اخناتون و لكن ينفى المؤرخون الجدد هذا) و الذى محا اسم اخناتون تماما و دمر مدينته و أرخ حكمه من بعد امنحتب الثالث والد اخناتون و لم يعترف باى من الحكام الذين تلوه

حورمحب تلك الشخصيه المحيره ...عندما ينقلب اخلص الأصدقاء على صديقه ...عندما تتعارض جهات الولاء ..عندما يتجسد الوطن فلا يصبح كلمه مبهمه و يصبح عنصر فاعل فى حياتنا و قرارتنا...عندما تطيح شهوه الحكم بالمبادئ...عندما تنتصر الخيانه

اما اخناتون...العائش فى الحقيقه..يا له من اسم !..كان الفراعنه يُلقبون انفسهم بالثور القوى ..صاحب الارضين ..و ما الى هذا اما هذا الرجل صاحب الاناشيد فكان وحيدا فى كل احواله..لاخناتون نشيد بديع طويل يوجهه لاتون...و رغم الضعف الجسدى( الذى اغرى الباحثين بتفصيل الامراض التى قد تتسبب به )فانه حمل بداخله قوه جعلته يقف امام الجميع ...ما هذه القوه ؟ ...اهى شهوه السلطه و الحكم التى تصل بالحكام لدرجه ان يحسبوا أنفسهم الهه لا راد لحكمهم ..الم يقل فرعون موسى يوما " انا ربكم الاعلى " ....أم هى قوه الايمان بفكره ما و التى تجعل الانسان مهما كان ضعفه اقوى من كل العقبات....ترى ما كان شعوره عندما تقوض حلمه امام ناظريه ..عندما خانه أقرب الناس اليه ...هل أقر بعجزه او أخطائه أم لام الآخرين على ما آلت اليه الامور

اعادنى لكل هذا احدث كتابات محمد المنسى قنديل "يوم غائم فى البر الغربى " و هى روايه فريده حقا يختلط فيها الواقع بالخيال, التاريخ بالاسطوره و كعاده الكاتب يجعلك تعيش كل كلمه كانها حقيقه ماثله أمام عينيك


تعود بنا الروايه لاوائل القرن الماضى و تُدخلك فورا لقلب الاحداث عندما تخفى امرأه من الصعيد ابنتها المسلمه فى مدرسه قبطيه و توشم جسدها بصليب...تتابع الروايه حياه تلك الفتاه عائشه ربيبه الذئاب و التى تحميها الذئاب فى كل خطوه و تستمر حتى تقابل اللورد كرومر المعتمد البريطانى و مصطفى كامل و الرافعى و هوارد كارتر و يعشقها محمود مختار المثال المشهور


تتنقل الحياه بالفتاه ما بين الصعيد و القاهره حتى تنتهى بها فى طيبه مع هوارد كارتر الذى استحوذت عليه فكره البحث عن قبر اخناتون و عوضا عن هذا ترشده عائشه لمقبره توت عنخ امون و الذى يجعله الكاتب ايضا ربيبا للذئاب و لا يستطيع الكاتب الفكاك من اغواء اخناتون فيعود بالزمن 5000 عام ليحكى لنا عنه و عن حورمحب و نفرتيتى

مثل اجاثا كريستى جعل الكاتب حورمحب ضحيه صراع نفسى بين مبادئ مختلفه يؤمن بها على خلافها ..شخصا يعيش لقضيه بدلا من ان يموت لاجلها فلا تكرهه رغم خيانته لاخناتون و تصدق المحبه الخالصه بينهم ....نجيب محفوظ وصف نفس العلاقه و ان لم يغفل جانب النفعيه فى شخصيه حورمحب


لا انكر اعجابى باخناتون اجاثا كريستى ....و انصح الجميع بقرأتها


اعود ليوم غائم على البر الغربى حيث يفسر لنا الكاتب سر تغير اخناتون على امون تفسيرا جديدا تماما


و رغم تمازج الخيال بالواقع فى هذه الروايه الا ان الكاتب يأبى الا ان ينهى الروايه بجمله حقيقيه تكاد تقترب من خيال الكُتاب



عندما يدخل هوارد كارتر مقبره توت عنخ امون و يسأله لورد كارنافون عما يراه فيجيب




ارى اشياء رائعه