الاثنين، 23 فبراير 2009

كتب و كتب



عدت اليكم بعد بيات شتوى قصيرقضيته كالعاده بين النبطشيات فى المستشفيات و اغلب أوقاتى المتاحه كنت اقضيها فى القراءه التى شدتنى من المدونه و النت و كل شيئ...لاول مره منذ عده اعوام اجدنى بدون امتحانات او مذاكره او رساله...دائما كنت اذهب الى المعرض و اشترى الكتب فابدأ فى قرائتها خلسه و بشعور جارف بتانيب الضمير


مادام عندك وقت تقرى طب ماتتنيلى تذاكرى


و ينتهى الامر فاقرأ كتب أقل و لا اذاكر ...لذا فانا فى وضع رائع اقرأ طوال الوقت انتقاما من الطب و الاطباء و سنين الحرمان


فى المعرض بدوت لمرافقى فى غايه السعاده..لم افهم لما العجب فالمعرض بالنسبه لى مدينه الملاهى..ألف و ألف بين الكتب..انحنى حتى اقارب الارض لارى احد الكتب...يغيظنى كل تلك الكتب ..كيف لنا بالمال و الصحه لنقرأكل هذا...شيئ مستفز


أرى الكثير من البشر و كلهم معهم كتب..عجبا اين يختفى هؤلاء الناس فى الحياه العاديه..بالكاد اجد من يقرأ.....فى دار الشروق اكاد اصادق احدى الفتيات ..كنا نسأل عن عزازيل..تصاحبنى حاله "الحب/كره" طوال وجودى بالشروق فكتبها تعجبنى و اخراجها الفنى راقى و جميل و لكنها غاليه بما لا يقاس ..تبا!!! اذعن و اشترى عده كتب منها فى النهايه و انا ادعو على الاحتكار و المحتكرين

فى دار الهلال يتعرفنى البائع و يتذكرنى رغم مرور عام و يتأمل كتبى متمتما "انت قارئه ممتازه"

انظر الى غلاف الكتاب بريشه حلمى التونى الشائهه و لكنى لا اكرهها كما كنت اكره اغلفه جمال قطب و مكتبه مصر...تلك المرأه الابديه التى يفترض انها رائعه الجمال و الموجوده دائما بغض النظر عن مضمون الروايه..كم افسدت روايات نجيب محفوظ فى نظرى

عامه تغيير الغلاف لا يعطى دار الشروق الحق ان تضرب سعر الكتاب فى عشره...حمدا لله على قطب و رسومه البغيضه


اختار الكتب تبعا للعنوان و افر الصفحات و اقرأ صفحه عشوائيه ثم اقرر...نادرا ما اقرأ النبذه المكتوبه بالخلف...اتبع حدسى



ذلك الحدس الذى جعلنى اختار "شروط المحبه " لعفاف السيد من ميريت رغم ان طريقه السرد ليست هى المفضله عندى ..تأكدت من صحه حدسى عندما بكيت و انا اقرأ"كان يشبهنى"..اعجبتنى ايضا "جميزات" و مازلت اقرأ فيها


و لكن حدسى خاننى فى "العميل بابل" ..انا المخطئه على اى حال كيف اشترى كتاب كاتبه هو عمرو الليثى؟؟لا تستفيد شيئا من قرائته كأنك تقرأ مسوده البرنامج التلفزيونى وكله نصب فى نصب


اما " حاره الزعفرانى" فتركتنى احاول فك طلاسمها ..احاول معرفه الرمز و تذهب بى الظنون كل مذهب..فهل من مساعد؟؟




لكن لم استمتع بكتاب قدر استمتاعى بقمر على سمرقند لمحمد المنسى قنديل..التهمت الروايه فى زمن قياسى ..هذا رجل يعرف فن الحكى ..تأخذك الصفحات بين حكايات نور الله و لطف الله و طيف و حكايات المماليك و السلاطين بيبرس و تيمورلنك ..لا اظن اهتمامى بهذا التاريخ وحده هو الذى جعلها تعجبنى فقد قرأت ان كثيرين احبوها رغم اختلاف الاهواء..ما أتسعنى حقا انى علمت ان للروايه نسخه كامله و ليست نهايه مفتوحه مثل التى قرأتها...لا اظن هذا عدلا ..كان ينبغى ان يكتبوا تحذيرا


ذكرنى التهامى لتلك الروايه بروايات اخرى التهمتها "يوتوبيا " لاحمد خالد توفيق و التى تركت فى شعور بالرعب و الخوف ..احقا يمكن ان تصير حالنا لمثل تلك الغابه التى يحكى عنها..لا يبدو تدهورنا بطيئا ابدا...احسب ان احمد خالد توفيق سينجح كروائى بعيدا عن روايات الجيب و انا فى الانتظار


روايه اخرى شدتنى للغايه ..كانت "ايام الشتات " لكمال رحيم..روايه بديعه عن حياه صبى مسلم من ام يهوديه و لكنه يعيش فى باريس بين اهله اليهود و تركز الروايه على الجد اليهودى المصرى و علاقته بحفيده....ذكرتنى الحاله فى تلك الروايه بنقطه النور لبهاء طاهر و الجد الصوفى..تقول ايام الشتات الكثير بدون شعارات رنانه ..روايه تتسلل لروحك دون صخب..اكتشفت ان لها جزء اول بعنوان قلوب منهكه و لكنى لم اجده




للاسف الشديد قرأت بعدها "ليالى الشكولاته" لانجى عزمى و ازعجتنى للغايه حتى انى فكرت ان اكتب تدوينه خاصه عنهاو لكن لم يسعفنى الوقت..الروايه عن صفا الفتاه البدينه التى تكره امها الجميله لانشغالها عنهاو تعيش حياه رتيبه تعيسه..بدت البدايه مشجعه و لكن اكتشفت انه لا توجد روايه و لكن توجد بعض المواعظ التى تريد الكاتبه ان تعلمها لنا فجاره الفتاه يهوديه و الفتاه هجرتها عندما علمت بذلك و زوج امها تاجر سلاح و مفاراقات غريبه و ساذجه للغايه دعك من النصائح و المواعظ المطوله فى صوره حوار و اللافت للذكر شخصيه عمر و هى شخصيه اسطوريه فهو وسيم مهذب ذكى مهتم بحقوق الانسان حتى انه يسافر العراق و يموت هناك دفاعا عن لا اذكر بالضبط..بالله عليكم لما يحب مثله فتاه بدينه قلبها ملئ بالسواد مثل البطله و الاعجب انه يتغنى باخلاقها رغم انها مثل اى فتاه مهذبه حاولت اغوائه لتنال قبله أو شيئ من هذا القبيل و لكن بالطبع يرفض عمر و يسكعنا محاضره اخرى عن الشرف و الأخلاق....يا الله ... ما هذا العبث ؟ثم تتجلى قمه الدراما الهنديه عندما نكتشف ان عمر حى يرزق و تنتهى الروايه نهايه سعيده جدا جدا جدا لنتأكد فى النهايه ان الدين لله و الوطن للجميع

للكاتبه نوايا حسنه و لكنها لا تكفى لصنع روايه
أكاد ارحمكم و لكن قبل ان اكتب التدوينه انهيت "زوجه ابى "لعفاف اباظه و هى سيره ذاتيه لامينه صدقى زوجه عزيز اباظه و ايضا لا تمت للادب بصله ..يحسب للكاتبه انها تريد ان تنقل شعور طيب عن زوجه ابيها و لكنها مستفزه قليلا فالبشر كلهم بما فيهم زوجها و ابيها يوصفوا كالتالى "فلانه هانم بنت فلان باشا حرم علان باشا ابن ترتان باشا و الذى كان مساعد وزير الرى ايام السلطان قلاوون" حتى ما تذكره للسيده الجليله( و التى لا اشكك فى عاطفه الحب بينهم ) هو انها اشترت لها من اوروبا كذا و كذا و انها قالت كذا للسفرجى ..الكاتبه متحفظه و فخور فهى لا ترغب فى كتابه اى خصوصيات و فخور لدرجه قاتله ففخرها بالسيده امينه (ذلك الفخر القبلى الذى يجعلك تحسب انك فى قريش) دفعها لتخصيص فصول من الكتاب للدفاع الحار عن اسماعيل صدقى (باشا لحسن انسى ) حتى تكاد تنهى الجمل بكرم الله وجهه

المثير ما نقلته عن اسماعيل صدقى بانه يعتبر الشعب ابنه و ان عليه ان يوجهه و يضربه على يده ان اخطأ....أف على هذا الهراء اظن اننا سنجد هذا الفكر من ايام مينا موحد القطرين لا ريب انه حدٌث نفسه هؤلاء الرعاع ساوحدهم لمصلحتهم حتى و ان اضطررت لضربهم بالسياط"

لا الوم الكاتبه و لكن اتسائل عما يدفع دار المعارف لنشر 3 كتب للمؤلفه بعنوان "ابى " زوجى" "زوجه ابى " حتى تكاد تتحول لدار اباظه للطبع و النشر